ما هو أثر التعليم الإلكتروني على حياة الطلاب في الآونة الأخيرة؟

يمثل التعليم الإلكتروني أحد أشكال مواكبة مستجدات العصر الحديث خاصة بعد جائحة كورونا في 2020. وأصبح من الضروري إيجاد طرق بديلة وحديثة من أجل استمرار العملية التعليمية باستخدام التقنيات التكنولوجية. لذلك، لجأت الدول إلى التعليم الإلكتروني كحل مؤقت بديلا عن التعليم الوجاهي. ومن هنا برزت الحاجة إلى أهمية التدريب عبر الإنترنت؛ وضرورة تنمية المهارات التقنية  لكل من المدربين والمتدربين. إلى جانب تطوير خبراتهم في التعامل مع التطبيقات وبرامج الحاسوب وكل ما يستجد في عالم التكنولوجيا والإنترنت. 

يتيح التعليم الإلكتروني للمعلم إنشاء دورة تدريبية كاملة مدعومة بالصور والفيديو والوسائل التوضيحية، والتي بدورها ستسهل على الطلاب فهم المادة التعليمية، ثم يتلوها اختبار في نهاية الدورة التدريبية، وذلك لتقييم مستوى الطلاب ومدى فهمهم وتمكنهم من المحتوى الذي درسوه. 


ويعد لفظ التعليم الإلكتروني مرادف للتدريب عن بعد، أو التدريب الرقمي، أو التدريب عبر الشبكات. إذ ترتب على ذلك ظهور مصطلح المعلم الرقمي بالمقابل، وقد أبدى الكثير من المعلمين رغبتهم وشغفهم في التعليم والتدريب عن بعد. 

وقد ترك التعليم عن بعد آثارًا منها الإيجابية ومنها السلبية على العملية التعليمية بشكل عام وعلى الطالب بشكل خاص. فيما يلي نستعرض لك مميزات التعليم الإلكتروني وأهم الآثار التي ترتبت على استخدامه.

مميزات التعليم الإلكتروني 

  1. سهولة استخدام المنصات التعليمية وتوفير بيئة تفاعلية ومهام مختلفة موجهة للمعلم والطالب.
  2. إمكانية التواصل مع المعلم بأي وقت، عبر المنصة التعليمية أو تطبيقات التواصل. 
  3. تحديث دائم لمحتوى الدورات التدريبية لتتوافق مع التطورات العلمية والتكنولوجية.
  4. الحصول على تغذية راجعة فورية من قبل المعلم.
  5. طريقة تعلم سهلة لمن تأخروا عن المنهج الدراسي.
  6. تيسير التحصيل العلمي لذوي الاحتياجات الخاصة.
  7. يساعد على تفادي مشكلة أعداد المتعلمين الكبيرة.

الآثار الإيجابية للتعليم الإلكتروني

رغم أننا قضينا سنوات طويلة على مقاعد الدراسة في المدارس والجامعات، إلا أن وسائل التكنولوجيا الحديثة أيضا لها القدرة على إيصال المعلومات بطريقة سلسة ومنظمة. فما هي الآثار الإيجابية  للتعليم عن بعد التي لاحظها كل من المعلمين والآباء والطلاب على أنفسهم وحياتهم العلمية؟ نذكر منها:

  1. تطوير المهارات التكنولوجية لدى الطلاب.
  2. وجود دافع ذاتي للاستمرار بالتعلم.
  3. خلق روح البحث والاطّلاع على كل جديد.
  4. استخدام أساليب فعالة في العملية التعليمية والبعد عن الطرق التقليدية.
  5. تمكن المعلم والمتعلم من اختيار الوقت والمكان المناسب للقيام بالعملية التعليمية.
  6. الحصول على المزيد من الفرص كالمنح الدراسية في الخارج. 
  7. التقليل من التكاليف الدراسية المُعتادة والتي قد تكون مرهقة لأولياء الأمور. 

الآثار السلبية للتعليم الإلكتروني:

من ناحية أخرى، فالتعليم عبر الإنترنت سلبيات ربما تركت أثر على المعلم والطالب على حد سواء. نذكر منها: 

  1. قلة التواصل الاجتماعي
    حيث يتم التواصل بين الطلاب عبر غرف الدردشة أو لوحات المناقشة الإلكترونية أو عبر البريد الإلكتروني أو الفيديوهات المرئية. إلا أن كل هذه الوسائل لا تغني عن التواصل المباشر الشخصي المعتاد مما أدى إلى نقص مهارات التواصل الاجتماعي
  2. انخفاض مستوى المهارات الشخصية
    أثَّر التعليم عن بعد بشكل سلبي على نمو المهارات الشخصية لدى الطلاب لقلة التواصل المباشر. فقد يجد البعض صعوبة في تكوين علاقات اجتماعية كما ومن الممكن أن يشعروا بالإنعزال لعدم قيامهم بالأنشطة الإجتماعية.
  3. فقد الاتصال بالإنترنت
    يتطلب التعليم عبر الإنترنت توفر عدة أدوات منها: جهاز حاسوب، واتصال دائم بالانترنت وبجودة جيدة. حيث باتت هذه الأدوات مهمة وضرورية لاستمرار العملية التعليمية. وأيَّ عطل في هذه الأدوات سيؤدي إلى توقف العملية التعليمية وتأخر الطالب باللحاق بزملائه ودروسه.

  4. شعور الطلاب بالملل
    من المعروف أن الطلاب خاصة صغار السن، يفقدون التركيز و يشعرون بالنعاس بعد 10 دقائق من الجلوس. حيث يتابع أغلب الطلاب دروسهم من نفس الغرفة وبنفس المكان على جهاز الحاسوب لساعات متواصلة دون حركة كافية لتجديد نشاط الجسم والعقل.

  5. عدم تلبية احتياجات الطلاب الفردية
    يحتاج الكثير من الطلاب خاصة في المراحل الأساسية إلى رعاية وانتباه من قبل المعلم من الناحية التعليمية والنفسية. وقد أثر التواصل عبر الشاشات بشكل سلبي على عمق العلاقة بين الطالب والمعلم. فلا يستطيع الطالب إيصال مشاعره بشكل واضح عبر الشاشة وبالتالي ضعف تأثير المعلم على بناء شخصية طلابه وتنمية مهاراتهم الحياتية

ختاماً، وبرغم ما تم ذكره من آثار إيجابية وسلبية للتعليم الإلكتروني، إلا أنه يجب الاعتراف أن التعلم عبر الإنترنت أصبح واقع العصر الحالي. لذلك، ننصح بأخذ كافة الأسباب للتكيف معه لكل من الطلاب والخبراء الذين يصممون الدورات التدريبية. ويجب علينا المضي قدما في العملية التعليمية مهما اختلفت طرق ووسائل نقلها. إلى جانب العمل على تقليل السلبيات والاستفادة قدر الإمكان مما تتيحه التكنولوجيا في سبيل تطور واستمرار العملية التعليمية. 

مشاركة

مقالات ذات صلة

كن من الأوائل واستفد من مزايا التسجيل المبكر

عفوا! لم نتمكن من تحديد موقع النموذج الخاص بك.